" ماذا بعد الربيع"

 ما سبب إختيار هذا العنوان ليكون موضوع مؤتمر فكر العاشر ؟

إن السبب الكامن وراء اختيارنا هذا العنوان هو إستشراف مستقبل الوطن العربي في هذه الظروف الحرجة من تاريخه. وقد استشعرت مؤسسة لفكر العربي أهمية هذه الأحداث، ولم تستطع إلّا أن تتفاعل معها. لذلك كان اختيار هذا العنوان يبدو للوهلة الأولى أنه سياسي بحت، لكنه في الحقيقة هو عنوان شامل، لأن ما تتطرق له المؤسسة وما تريد أن تناقشه هو التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لما يحدث، إذ إن هذا المخاض الذي تمر به الأمة العربية يحمل الكثير في طياته.

 

 

نحن نتوجس مما هو قادم، وإن كان يملؤنا الأمل أن المواطن العربي يعي ما هو الأفضل له، فنحن نحترم قرارات الشعوب. المؤسسة لا تتخذ موقفًا، سواء مؤيد أو معارض أو حتّى محايد، إلا انها – ممثلة بمجلس الإدارة- قد أدركت أهمية المرحلة التي تمر بها الأمة العربية لذلك أرادت أن تُفعّل دور المثقف العربي الذي  يبدو أنه كان مغيّباً خلال الفترة السابقة عما دار في أحداث الربيع العربي.

ما هي المواضيع التي تم إختيارها للجلسات وكيف تم إختيارها؟

جرت العادة أن تشكل لجنة من الخبراء والمثقّفين والمفكّرين العرب ليطرحوا أهمّ قضايا الساعة في الوطن العربي، لكن هذا العام ونظراً لأهمية وحساسية ما يمرُ به الوطن العربي، فقد إطلعَ مجلس الإدارة مباشرةً على جلسات المؤتمر، وتم تعيين لجنة منبثقة من المجلس لتقوم بالإشراف بشكل مباشر على برنامج المؤتمر، وإعداده بشكل علمي ودقيق، وتم إختيار مواضيع الجلسات بدقة عالية، بحيث تناقش تداعيات الربيع العربي وكل المواضيع الحساسة والمهمة.

أعتقد إن جلسة "لماذا الربيع في الشتاء" من الأهمية بمكنا إذ إنها تتطرق للتوقيت الذي انطلقت منه شرارة الثورات العربية والربيع العربي. كذلك جلسة "ماذا بعد الربيع" وهي محاولة لاستشراف المستقبل في الجلسة الختامية.

ماذا عن إشراك الشباب في جلسات المؤتمر؟

جرت العادة أن يخصَّص اليوم الأول من مؤتمرات فكر للشباب، ويومين للمؤتمر العام، لكن هذا العام تم إشراك الشباب في جلسة "فكر وافكار" وفي جلسات المؤتمر الأخرى. لذلك سيكون في هذا العام للشباب دور رئيسي ومحوري من خلال المشاركة في تغطية فعاليات المؤتمر وكذلك من خلال تغذية مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلومات عما يدور داخل جلسات وفي أروقة مؤتمر فكر العاشر.

 إن دور الشباب مهم في مؤسسة الفكر العربي وفي مؤتمرات فكر، والمؤسسة تدرك أهمية هذا الدور لذلك وابتداء من العام القادم سوف يكون هناك إدارة متخصصة للشباب ترعى المشاريع الشبابية، كما سيكون لهم المزيد من المشاركات والفعاليات.

ما هي الأمور الاخرى التي سوف يتم طرحها خلال المؤتمر؟

سوف يتم الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز الإبداع العربي، وسوف يتم تكريمهم في السابع من ديسمبر، وهو اليوم الأخير من المؤتمر، حيث سيقام حفل بضيافة سمو الأمير خالد بن الفصيل رئيس المؤسسة وبحضور أعيان مدينة دبي.

بعد مرور عشر أعوام على مؤتمرات فكر ما أهم ما حققته هذه المؤتمرات؟

مؤتمر فكر تميّز منذ البداية بخصائص تجعله فريداً من نوعه. فهو لا يُقَدِم توصيات، وهذا من أهم نقاط قوّته وتميّزه، حيث تُعقد في الوطن العربي من مشرقه الى مغربه الكثير من المؤتمرات والقمم العربية التي تخرج بتوصيات تنتهي في سلة المهملات. نحن لا نريد  ذلك إنما نريد أن نكون فكراً يقود الإنجاز نريد أن يكون مؤتمراً يؤدّي الى تطبيقات عملية على أرض الواقع.

مؤسسة الفكر العربي التزمت بمنهج عدم طلب أوراق عمل من المتحدثين. نريد أن يقوم المفكر بطرح أفكاره بحرية، ولدينا نهج تميّزنا به منذ البداية واعتقد أن هذا النهج هو أحد أسباب نجاح مؤتمرات فكر، واستمراره للسنة العاشرة. نحن دائمًا نبحث عن التغيير، ودائمًا نحاول تطوير المحتوى والمتحدّثين والمشاركين، ففي كل عام هناك شيء جديد، نحن لسنا بعيدين عن الأحداث التي يمرّ بها الوطن العربي، حيث أننا نتفاعل ونتأثر بما يدور حولنا، فعنوان المؤتمر ومكان انعقاده لهذا العام لم يتمّ إختياره إلّا بوقت متأخر، ولم يتمّ الإعلان عنه إلا منذ اسابيع قليلة، فمؤتمرنا هو مؤتمر حي يتفاعل مع أحداث المنطقة وتداعياها، فكل ما نعمله  يأتي بتأني وتفكير عميق فهو ليس وليد الصدفة .

ماذا عن الدفعة الجديدة من السفراء الشباب ؟

تفاعلاً مع الربيع العربي أعتقد أن فريق الشباب قد قرروا أن  يكون هناك دفعة جديدة من السفراء الشباب  من كل الدول العربية تضم ثلاثين سفيراً، يتم اطلاقها في ثاني أيام المؤتمر. 

مؤتمر بهذا الحجم عن الربيع العربي هل يعمل على إيجاد تغيير حقيقي ؟

نحن كمؤسسة نأخذ دور المراقب، ونريد أن نستوعب ونفهم ما حصل، إذ إننا نعيش مخاض ما سُمي بالربيع العربي. الجميع يُدرك في مجلس إداره المؤسسة أن هذا الوقت هو وقت تاريخي ومميز، فقبل عشر سنوات  من الآن عُقد المؤتمر الأول للمؤسسة في لحظة إستثنائية وتاريخية، وهي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما تلاه من تداعيات على المنطقة واستعمال هذا الحدث من أجل غزو دولة عربية، والذي هو قد يكون إحدى المسببات للربيع العربي.

الآن والمؤسسة تعقد مؤتمرها العاشر فإننا نمر بنفس اللحظة التاريخية، إذ أن المؤسسة تجد نفسها بين أصوات تطالب إما بتأجيل المؤتمر أو بإلغائه، تماماً  كما حصل قبل عشر سنوات، لكن المؤسسة تصر على عقد المؤتمر لأننا نعتقد أن دور المثقف والمفكر العربي يجب أن لايغيب وان يكون حاضراً ويُستمع له وأن يكون مؤثراً . إن المثقف يتحمل مسؤولية تاريخية بأن يكون له صوت مسموع سواء كان متفائلاً أو متشائماً أو مشكّكًا في تبعات ما يحدث، للجميع الحق في التعبير عن آرائهم، لكن المهم أن تناقش هذه الآراء بحرية عالية وسقف مفتوح. نحن لا نريد أن يكون مؤتمرنا مؤتمراً لتبادل الشتائم، بل نريد أن يكون مؤتمراً حضارياً ثقافياً يتم فيه  تبادل الأفكار، والآراء بحرية مسؤولة وأن تناقش جميع القضايا دون تجريح لأحد.