كنت مسافراً من الرياض إلى القاهرة، حينما بدأت فكاري لأكتبَ مقالي الأسبوعي. وكان من البديهي أن يستوقفَني الحدث الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية، وهو تقليد رئاسة البلاد لأول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتّحدة، بعد أن فاز المرشّح أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكيّة، وخِطابه العظيم الذي أبكى محبّيه، إذ أظهر الرغبة الملحّة لدى الشعب الأمريكي الذي يريد التغيير الفعليّ.
فالرئيس الجديد أوباما هو صاحب شخصيّة جذّابة ومتحدّث قدير لا يباريه أحد في أمريكا حالياً. وسوف تثبت الأيام المقبلة ما إذا كان الشعب الأميريكي قد أحسن اختياره أم لا… وفي كلتا الحالتين، لقد شكّل انتخابه كرئيس حدثاً في تاريخ الشعب الأمريكي. وفي مقابل هذا الحدث العالمي، يستوقفني حدث عربيّ، ألا وهو حبّي وهمّي الأول، مؤتمر الفكر العربي (فكر7) الذي لم يتبقَّ إلا أيّاماً معدودة على انعقاده، إذ تنطلق فعالياته في مدينة القاهرة، يوم 13 نوفمبر وتستمرّ حتى السادس عشر من شهر نوفمبر 2008م. وكنت قد قرأت مقالاً لزميلٍ لي في كتابة مقالات في صحيفة "وجهات نظر" في جريدة الحياة، هو الأستاذ مساعد الخميس (لم يحصل لي شرف اللقاء به) – الذي كتب مقالاً عن الفكر العربي؛ فدبّت الغيرة في نفسي، وقرّرت وجوب كتابةَ مقالٍ عن أهمّ حدث ثقافي عربي، وأهمّ تظاهرة للمفكرين العرب لهذه السنة، ألا وهو مؤتمر الفكر العربي (فكر7) ، الذي يُعقَد تحت عنوان "ثقافة التنمية"، في محاولة لمدّ الجسور ما بين الثقافة والتنمية في العالم العربي. فالتنمية ثقافة لا بد ان ترس أولا فلا الشعوب تطورت بدون ثقافة ولا للتنمية معنى دون أن تجاريها الثقافة. وهذه السنة سيتميز المؤتمر عما سبقه بأكثر من ميزة فأولاً سيطلق التقرير الثقافي العربي الأول وهو مشروع جبار قامت به مؤسسة الفكر العربي وشارك في إعداده الكثير من المثقفين والأدباء والعلماء العرب ـ وثانيا يعد المؤتمر يوم مخصص للشباب بحوار بطريقة "المقهى العالمي" وهي طريقة حديثة للحوار يشاركنا في إعدادها الجمعية الخليجية للتعليم المأسسي ، وسيكون الحوار الذي سيجمع 75 من الشباب من جميع الدول العربية مع 25 من الخبراء حول طاولات مستديرة حول الهوية العربية وماذا تعني للشباب هذه الأيام وكيف تحافظ على هويتها وثقافتنا ونبني على حضارات الغير حضارتنا القادمة وفي اليوم الثاني يجتمع التعليمية في مقهى التعليم الأول الوطن العربي يتناقش في سبل تطوير التعليم وتحت عنوان (المدرسة من ———) وهو إكمال لمشروع "تمام" وهو الشراكة بين مؤسسة الفكر العربي والجامعة الأمريكية في بيروت لتدريب المدرسين. واليوم الثالث هو يوم الافتتاح الذي سيكون تحت رعاية الرئيس حسن مبارك وسيبدأ بحلقة عن ثقافة التنمية من نبدأ الصريحة والبناءة لتتلاقح الأفكار في حراك فكري عربي قل مثيلة وسيكون أحد المحاور عن ثقافة التفاؤل لدى المثقفين والمفكرين العرب الذي دأب بعضهم على جلد الذات وهذا المحور كان نقلاً عن محاضرة للأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي والتي ألقاها في النادي الأدبي في مدينة جدة منذ اسابيع قليلة. وهذه التظاهرة ستضم العديد وليس الجميع من المفكرين ، ونحن لا نغلق الباب في وجه احد ولا نوجه فكر أحد ، بل كمان قال رئيس الفكر العربي "نحن فقط نهيء المكان والزمان" ولن ندعي ان 6000 مثقف او مفكر عندما يجتمعوا سيغيروا حال الأمة العربية بين ليلة وعشاها ولكن مؤسسة الفكر العربي اشعلت شمعة مع كل مؤتمر وهي تشعل شمعتها السابعة هذه السنة وهي أكثر قوة واشد عزماً تشق طريق المعرفة وتعمل مع من يعمل معها لنهضة امتنا القادمة . الفكر العربي وتحدي التجديد هناك من يقلل من فائدة المؤتمرات ويقول هي تكرار لنفس الوجوه وإعادة تدوير للأفكار ومضيعة للوقت ، اتفق جزئياً مع الطرح الأول وأعارض نهائيا الطرح الأخير فالمؤتمرات تلتقي أحيانا بنفس الوجوه مع كل مؤتمر عربي بل فأظهر جديده "شرق أوسطي" وهو تعبير يراد منه ان رفضت الدخول من باب السلام الذي عرضه العرب ومبادرة السلام العربية التي اطلقها أولً الملك فهد رحمه الله وأعاد اطلاقها الملك عبدالله حفظه الله. فأما تكرار بعض الوجوه فلا بأس به اذاً هناك من له اهتماماته فإن الفكر العربي ولتأمين هو همه سيحرض على الحضور وان كان تجاري فسيحضر لقائتها واما تدوير الأفكار ، فقد حرصت مؤسسة الفكر العربي ان يكون هناك عنوان قضة جديدة كل سنة ولكن هناك قضايا عربية مهمة ومزمنة تحتاج للنقاش والطرح سنة بعد سنة وان كان من وجهة نظر مختلفة تختلف حسب عنوان المؤتمر والمتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية العربي فمؤسسة الفكر لا تعيش في فراغ بل هي فكر حي يتفاعل ويتأثر بهموم أمته ويعكسها في حواراته وخروجاته. ويعمد مؤتمر الفكر العربي على عدم طرح التوصيات واتخاذ المبادرات بل نأمل من من حضر ان يخرج مبادرته بطروحاته الذاتية. ولا تسمح مؤتمرات فكر بإلقاء الخطب وطرح أوراق العمل بل تستعمل الحوار المفتوح ونقاشات الصريحة بي المتحدثين ليتفاعلوا مع الحضور ومع المواضيع المطروحة. وتبتعد مؤتمرات فكر حين طرح المسائل الدينية للنقاش حتى لا تمس معتقدات احد ولعلمنا ان لهذهالامور مؤتمرات اهم واكبر مثل مؤتمر حوار الاديان الذي اطلقه الملك عبدالله. كما لا يناقش المؤتمر الامور السياسية الراهنة لان توجهنا في ايجاد ارضية التلاقي بين المفكرين العرب وليس شجون السياسة التي تفرقهم. وفكر يركز على الشباب أمل الأمة ويشركهم في الحوار ويخصص لهم المحاور إيمانيا ان مستقبل الامة في ايديهم وتكرم مؤسسة الفكر العربي المبدعين العربي في سبع مجالات هي: وهذه الجوائز تبحث عن المبدعين من العالم العربي الذين لم يكرموا يبرزهم وتكافئهم ومن ينس المهندسة السودانية التي اخترعت بذور لقصب السكر مما ادى الى زيادة المحصول بنسبة 25% مرة واحدة أو تكريم الفنان القدير نصير شمة الذي كان أول من كرمه مؤسسة الفكر العربي لعراقي ، وقبلهم الأديب الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد ، والكاتبة *** ذات التسع سنين انذاك سحر المغذيني.
وسنلتقي مرة اخرى في *** عربية اخرى تحمل رسالة الفكر العربي بعد سنة من الان لتجدد في الطرح والمحاور وتكرم فائزين آخرين ونأخذ خطوة اخرى وتشعل شمعة ثامنة من الفكر العربي.